دار العجزة

كم هو مؤلم ذلك الشعور الذي نراه عند زيارتنا لتلك الدور التي تعج بالعجائز
رجال ونساء قد بلغوا من العمر عتيا وبعد أن أشقتهم معيشتهم
وفنوا أعمارهم في سبيل تأمين حياة كريمة لابنائهم وبناتهم
ترى هؤلاء الابناء والبنات وبكل قساوة قلب وغشاوة يزجون بهم في عالم غريب
بدل أن يحتضنونهم في ثنايا منازلهم وبين اضلع حياتهم كما كانوا هم
بل بدلوا هذا الاحسان والعطاء لهم باساءة بالغة حيث تأففوا من وجودهم في حياتهم
الولد يضع عذره بأنه كل أوقاته في العمل وزوجته لاتلحق على تربية اولاده كما انها موظفة
والبنت تشكوا من كلام زوجها وتأففه في حمل امرأة ليست امه بل هي عجوز ثقيلة
وكلاهما متفق ان دار العجزة ستتبناهم وترأف بهم وتهتم بهم
نعم صدقتم هي ستهتم بهم جسديا بلاشك أكثر منكم
ولكن اين انتم من مشاعرهم وكسر قلوبهم
ألم تفكروا أنه يمكن أن يحدث هذا في يوم معكم
أن أولادكم سيعاملوكم بنفس المعاملة التي هجرتم بها والديكم
هو موضوع يحز في النفس كثيرا عندما ترى تلك الوجوده التي علاها التجاعيد
وهي تنظر اليك نظرة انكسار وتحسر وتتمنى أنها لم تصل لمثل هذا الحال
اللهم اجعلنا بارين بوالدينا ولاترينا فيهم يوما صعبا